Sunday, July 26, 2015

مدخل محاسبى مقترح لاستخدام المحاسبة التفاوضية فى تفعيل أداء الفاحص الضريبي ( المبحث الأول ) ص 5- ص 7

المبحث الأول
أمراض النظام الضريبي ومشكلاته
يعانى النظام الضريبي كثير من الأمراض والمشكلات نتيجة التباين الواضح بين أطراف المنظومة الضريبية وتعارض أهداف كل طرف وتتلخص هذه المشكلات والأمراض في النقاط التالية:
1-    مشكلة القصور الشديد في حصر الممولين
   يعتبر الاعتماد الكامل على التقدير البشرى من أكبر مشاكل الحصر الضريبي ، فآليات الفحص ليست موحدة بين مأموريات الضرائب المختلفة ، وهذا يظهر بوضوح في أنشطة القطاع غير الرسمي والتي لا تستخدم الفواتير مثل الورش والحرفيين ، ولذا كان من أبرز الاقتراحات لزيادة كفاءة الحصر الضريبي وبالتالي زيادة الايرادات الضريبية من خلال توسيع المجتمع الضريبي ، هو ضرورة استخدام الفاتورة ، واستخدام الفاتورة يحتاج إلى أسلوب لإقناع المجتمع بأهميتها ، ان الضمان الأساسي لتثبيت الأسعار وحفظ حق المستهلك في الحصول على منتج جيد ومطابق للمواصفات هو التزام المستهلك بالحصول على فاتورة من التاجر أيا كانت قيمة التعامل أو نوعية المنتج ، ويرى الباحث أن مدخل المحاسبة التفاوضية يمكن من إقناع التاجر بتحرير فاتورة عن تعاملاته ، وبالتالي إمكانية دخوله كمواطن في المنظومة الضريبية ، وإقناع المشترى بضرورة الحصول على الفاتورة مما يجعله يساهم في حصر المجتمع الضريبي .
ويرى الباحث أن هذا السلوك لقيام التاجر والمشترى بتحرير الفاتورة الضريبية يحتاج إلى تقديم مميزات مبدئية لكل من يقوم بتحرير الفاتورة كتاجر وذلك بعرض ميزة يستفيد منها من يلتزم بتحرير الفاتورة على أساس سليم ولو باحتساب نسبة من قيمة الفواتير المستخرجة تخصم ضمن المصروفات المستبعدة من الوعاء الضريبي يتم الاتفاق عليها عن طريق الشعب المختلفة بالغرف التجارية ، مع تقديم ميزة أخرى لمن يلتزم كمشترى بالمطالبة بالفاتورة من خلال خصم نسبة من قيمة هذه الفاتورة أيا كان أسلوب إنفاقها عند تحديد الوعاء الخاضع للضريبة بالنسبة له.
2-     مشكلة الوعى الضريبي
يعتبر الوعي الضريبي الشرط الأساسي لنيل الأهداف السياسية واكتساب الطموحات الرفيعة واتخاذ السبل الصحيحة . ولهذا لا يستطيع الإنسان ان يحدث اي تغيير في سلوكه وتصرفاته إلا بعد المبادرة الى تنمية وعيه ورفع مستواه الفكري . وبسمو الوعي يتمكن الإنسان من نيل حالة الاستقامة والثبات .
والوعي بالتفكير يعني القدرة على تقويم كفاءة التفكير وأدراك الخطوات اللازمة في تحقيق الأهداف الفردية والجماعية ويرتبط الوعي بكل شؤون الحياة ولكل مجال له وعيه وضرورته وتشكيله نمط التفكير وفي مجال الوعي الضريبي نجد انه يشترك في فلسفة الوعي العام ويختلف باختلاف فلسفة الوعي الضريبة وأهميتها ودورها والمسؤوليات الملقاة على عاتق جميع الأطراف وتأثيرها على جوانبي التطور والارتقاء والتنمية في المجتمع.
وتمثل الدولة القوة المنظمة لشؤون المجتمع والتي تملك أعلى سلطه قانونية يخضع لها جميع الأفراد ويقع على عاتقها عبء تقديم الخدمات العامة الى المواطنين ،  لذلك فهي بحاجة الى نفقات عامة يجب ان تحصل عليها او على جزء منها من أفراد المجتمع الذين يستفيدون من هذه الخدمات ويمكن ان يكون دفع الضريبة هو ابرز شكل من أشكال مساهمة الأفراد في تحمل أعباء المصلحة العامة .
 لذلك تنطلق فكرة فرض الضرائب في العصر الحديث من وجود مصلحة عامة واحدة وعلى الجميع المشاركة في تحمل أعباءها كل وفق مقدرته المالية  .
فالوعي الضريبي , هو ان يقتنع كل ممول بدفع الضريبة المترتبة عليه ،  وهذا الأمر يتطلب ان تقوم السلطات بترشيد الأنفاق العام ،  بما يخدم الصالح العام حتى يشعر دافع الضريبة ان الموارد العامة إنما تعود عليه في شكل منافع وخدمات مباشرة اوغير مباشرة .
ولكن على الرغم من التقدم المادي الذي شهده المجتمع خلال القرن العشرين وماتلاه باستخدام وسائل التقنية الحديثة فأنه لم يواكب وبالدرجة نفسها تقدما" معنويا" في اتجاهات الرأي العام تجاه الحكومة والقانون ، كما لم يصل وعي المواطن الى الدرجة التي يدرك فيها أهمية الموازنة بين الحقوق والواجبات وتدفعه الى الالتزام الذاتي والطوعي بالقوانين عموما والقوانين الضريبية على وجه الخصوص ، اذ مازال الكثير من الناس ينظر الى مخالفة القانون بأنها شجاعة والتهرب من الضريبة ذكاء. 
ويتميز المجتمع الإنساني بأن أفراده يدركون حركة الحياة لا بفعل الغريزي وحسب وانما يدركون غاية وجودهم ويكتشفون ماحولهم من سنن وقوانين ويكونون فيما بينهم شبكه من العلاقات تتكامل فيها مقسوما حياتهم من اجل الارتقاء للبناء الحضاري . لهذا يمثل الوعي مدخلا لتمايز المجتمع الإنساني لذا فالوعي يمثل أدراك الإنسان لذاته وأمواله وأفعاله بشكل مباشر وهو أساس كل معرفة وهو حصيلة ما لدى الإنسان من أفكار وجهات نظر ومفاهيم عن الحياة من حول في مختلف مستوياته .
فالوعي يمثل عملية كلية شاملة ومترابطة لذا أصبحت تنمية الوعي ضرورة حضارية   ، وحيث أن الوعي عملية كلية شاملة لا تلتزم بحدود لكنه يأخذ أشكاله من المجالات او الأنشطة ويعكس فلسفة التصور والانتقاد لهذا نجد ان ما يصيب الوعي السياسي والوعي الاجتماعي والوعي الاقتصادي  يمكن أن يطبق في مجال الضريبة فينشأ مفهوم مشتق اسمه الوعي الضريبي .
فالوعي الضريبية يعني الإدراك الكامل من قبل الأفراد لمسؤوليته المالية إزاء المجتمع والدولة . وهو لا يختلف عن الوعي بالمواطنة  والانتماء والمشاركة في منظومة الحقوق والواجبات وينشأ هذا الوعي من خلال شعور المواطن بدرجة التزام الدولة ومؤسساتها في تحقيق برامج التنمية والعمل على رفاهية المجتمع وتحقيق طموحاته ورفع مستواه الحضاري بكل أشكاله وحيث ان الدولة والمؤسسات أصبحت مظهر من مظاهر التنظيم الاجتماعي لها وظائف ومهام وهي تملك سلطه القانونية الناشئ عن العقد الاجتماعي فأن تحقيق تلك المهام تستلزم موارد وجهود تنظيمية وفعاليات وهذا يأتي من مداخل متعددة احدها الضريبة التي تمثل علاقة ارتباطيه بين مستوى الخدمة المقدمة والشعور بالمشاركة في صناعتها وكذلك الاستفادة منها.
لهذا أصبح فرض الضريبة جزء من المصلحة المشتركة وتوزيعها للأعباء من اجل البناء والتنمية والرفاهية وتحقيق هذه الضريبة من خلال  تشريعات عادلة ، منافع متحققة وخدمات يشعر بها الفرد ويؤمن بها ويقتنع بضرورتها ، وذلك يؤدى إلى إيمان الفرد وعيه بالمصلحة العامة .
واذا دققنا العلاقة بين المسؤولية الاجتماعية والوعي الضريبي . ستجد ان الفرد عندما تتوفر لديه كل مقومات الوعي بالمقابل تكون الدولة والمجتمع قد شعرت بكل احتياجات الأفراد تنشأ عن ذلك الشعور بالمسؤولية الاجتماعية لكل منا اتجاه الأخر واذا ماادرك الفرد حقيقة المسؤولية الاجتماعية و تعززت نفسه بمن حوله ( دول ومؤسسات وأفراد ) ينشأ لديه أدراك اختياري والتزام حر يمارسه بوعي وبمسؤولية باعتبار ان هذا المبلغ المدفوع ( الضريبة ) يمثل واجبا وطنيا وتعبيرا عن استدامة مقومات حركة الحياة وهو في نفس الوقت يشعر بعدالته وانه سوف يوظف توظيفا" لخدمة المجتمع.
و يستهدف نشر الوعي الضريبي بين أفراد المجتمع تحفيزهم على أداء واجباتهم الضريبية وفقاً لأحكام القانون بشكل طوعي , وتهيئة الفرصة لهم لتلافي الوقوع تحت طائلة العقاب والجزاءات القانونية.
ويرى الباحث ان وجود كل من الحافز الإيجابي والسلبى في آن واحد يؤدى إلى نشر الوعى الضريبي بين أفراد المجتمع ، حيث من الأهمية بمكان لنجاح أي برنامج للإصلاح الضريبي أن يدرك الأفراد أن الضرائب التي يدفعونها ستصرف لتزويدهم بالخدمات العامة  . أذن ثمة ضرورة ملحَّة لنشر الوعي الضريبي بين الممولين حتى وهم يجلسون إلى مقاعد الدراسة لكي ينشأ المواطن وهو على بينة من الالتزامات المستقبلية التي يجب أن يوفيها تجاه دولته وهي الالتزامات التي تقابل بالتأكيد ما يطالب به دولته من حقوق وخدمات عامة  .
وفى ضوء ما تقدم يرى الباحث ان تفعيل الحوار المجتمعى وتطويره من خلال مدخل المحاسبة التفاوضية سوف يؤدى إلى زيادة الوعى الضريبي ، كما يرى الباحث ان مدخل المحاسبة التفاوضية لتفعيل الوعى الضريبي لا يتم من خلال مرحلة واحدة بل على عدد من المراحل ترتبط بحياة المواطن وذلك من خلال عرض المفاهيم والمبادئ في مرحلة التعليم الأساسي ، ثم مرحلة التأكيد وثبات الرؤية من خلال مرحلة التعليم الجامعي ، ثم مرحلة الممارسة خلال مرحلة بداية الحياة العملية.
ويرى الباحث انه لتثبيت مفاهيم الوعى الضريبي يجب ان تكون المنفعة بين أطراف المنظومة الضريبية قائمة على علاقة منفعة تبادلية واضحة ، إذ يقتنع الممول من خلال التفاوض على ان 

No comments:

Post a Comment